BaNaT WbS مديرة منتدى بنات وبس ~
عدد مسآهمآتي ~ : 978 نقآططي ~ : 2177 العمر : 25 سٌّمعَتي ~ : 0 مززآججي ~ : دَولِتے ~ : جنســــيے ~ :
| موضوع: كيف تحج وأنت في مكانك؟! الخميس مارس 17, 2011 12:15 pm | |
| نعم.. هذه ليست مبالغة؛ أن تحج وأنت في مكانك! والمقصود بذلك أن تعمل مجموعة من الأعمال التعبدية، طاعة لله سبحانه وتعالى، فتحصل بسببها على أجر ومثوبة، كأنك قد حججت حج التطوع بالضبط؛ ذلك أنها لا تغني -طبعا- عن ضرورة حجك بيت الله الحرام، إن استطعت إلى ذلك سبيلا. لكن، أما وقد انضممتَ إلى الملايين والغالبية الكبيرة من المسلمين، الذين لم يظفروا بنعمة الحج هذا العام، فعليك قراءة هذا المقال، فإنك واجد فيه ما يسري عنك، ويشغلك بأعمال قد تصل في ثوابها إلى الحج الذي لم تتمكنه، وزيارة بيت الله الحرام التي حُرمتها!
إذ إنه لما كان الحج من أفضل الأعمال، والنفوس تتوق إليه لما وضع الله في القلوب من الحنين إلى ذلك البيت المعظم، وكان كثير من الناس يعجزون عنه، لا سيما كل عام، شرع الله لعباده أعمالا يبلغ أجرها أجر الحج، فيتعوض بذلك العاجزون عن التطوع بالحج".(1).
الجهاد أفضل من حج التطوع
قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَة عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 19-20]. فالآيتان تدلان على أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من أعمال النوافل قد يكون أفضل من حج التطوع، كما تدل الآيتان على أن أفضل ذلك الجهاد مع الإيمان، فدل ذلك على أن التطوع بالجهاد أفضل من التطوع بعمارة المسجد الحرام، وسقاية الحاج. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأعمال الإيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في سبيل الله، ثم حج مبرور". [رواه البخاري ومسلم]. قال بعض الصحابة عن الغزو: "ابدأ بنفسك فاغزها، وابدأ بنفسك فجاهدها، وأعظم مجاهدة النفس على طاعة الله عمارة بيته بالذكر والطاعة، قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهََ} [التوبة :18].
فضل ذكر الله تعالى
ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أحدثكم بما إن أخذتم به لحقتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين". وفي رواية مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن أُناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدُثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة".
انتظار الضحى بحجة وعمرة
ورد في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة".. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تامة تامة تامة". وفي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تطهر في بيته، ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة، فأجره مثل أجر الحاج المحرم، ومن خرج لصلاة الضحى كان له مثل أجر المعتمر".
بكورك إلى الجمعة كذبحك للهدي
قال سعيد بن المسيب عن شهود صلاة الجمعة: "هو أحب من حجة النافلة، وقد جعل النبي البكور إليها كالمُهدي هديا إلى بيت الله الحرام". وكذلك يعتبر أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالحج والعمرة، وغيرهما، فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء ما افترض عليهم، وكثير من الناس يهون عليه التنفل بالحج والصدقة، ولا يهون عليه أداء الواجبات الأخرى والمتعلقة بحقوق الناس، وكذلك يثقل على كثير من النفوس التنزه عن كسب الحرام والشبهات، ويسهل عليها إنفاق ذلك في الحج والصدقة!! قال بعض السلف: "ترك دانق (سدس درهم) مما يكرهه الله تعالى أحب إلي من خمسمائة حجة". قال الحسن: "مشيك في حاجة أخيك خير لك من حجة بعد حجة". وقال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد. وقال: ليس الاعتبار بأعمال الجوارح، وإنما الاعتبار ببر القلوب وتقواها وتطهيرها عن الآثام. وقال: سفر الدنيا يُقطع بسير الأبدان، وسفر الآخرة يُقطع بسير القلوب. وقال: سفر القلوب أبلغ من سير الأبدان، كم من واصل ببدنه إلى البيت، وقلبه منقطع عن رب البيت، وكم من قاعد على فراشه في بيته، وقلبه متصل بالمحل الأعلى. جسمي معي غير أن الروح عندكمُ ... فالجسم في غربة والروح في وطن فإن لله بين جنبيك بيتا لو طهرته لأشرق ذلك البيت بنور ربه، وانشرح وانفسح. أنشد الشبلي: إن بيتا أنت ساكنه ... غير محتاج إلى السرج ومريضا أنت عائده ... قد أتاه الله بالفرج وجهك المأمول حجتنا ... يوم يأتي الناس بالحجج
وقال عمر بن عبد العزيز في حجة حجها عند دفع الناس من عرفة: "ليس السابق اليوم من سبق به بعيره، إنما السابق من غُفر له". وختاما "إن حُبستم العام عن الحج، فارجعوا إلى جهاد النفوس.. أو أُحصرتم عن أداء النسك، فأريقوا على تخلفكم من الدموع ما تيسر، فإن إراقة الدماء لازمة للمحصَر، ولا تحلقوا رءوس أديانكم بالذنوب، فإن الذنوب حالقة الدين ليست حالقة الشعر، وقوموا لله باستشعار الرجاء والخوف مقام القيام بأرجاء الخيف والمشعر، ومن كان قد بعد عن حرم الله فلا يبعد نفسه بالذنوب عن رحمة الله، فإن رحمة الله قريب ممن تاب إليه واستغفر، ومن عجز عن حج البيت أو البيت منه بعيد، فليقصد رب البيت، فإنه ممن دعاه ورجاه، أقرب إليه من حبل الوريد:
قال الشاعر: إليك قصدي رب البيت والحجر ... فأنت سُؤلي من حجي ومن عُمري وفيك سعيي وتطوافي ومزدلفي ... والهدي جسمي يغني عن الجزر ومسجد الخيف خوفي من تباعدكم ... ومشعري ومقامي دونكم خطري زادي رجائي لكم والشوق راحلتي ... والماء من عبراتي والهوى سفري (2).
هوامش ومصادر: 1- الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، ضبط وتحقيق: رضوان جامع رضوان، القاهرة، مكتبة أولاد | |
|
أميرة الواحة بنوتة جميلة ~
عدد مسآهمآتي ~ : 69 نقآططي ~ : 107 العمر : 56 سٌّمعَتي ~ : 0 مززآججي ~ : جنســــيے ~ :
| |