لعله طرق أسماعكم اسم هذا الإمام، وطارت بين أرجاء الورى فضائله العظام، فهو الإمام الجهبذ، والهمام المنقذ، ما استجار به سائل إلا كفاه، وما لجأ إليه مستفسر إلا حماه.
شُدَّت إليه رحال الأفكار، وسار نحو داره الصغار والكبار، من كافة الأصقاع والأمصار.
تخرج به جمعٌ من الفقهاء والمُحدثين –بالتسهيل لا بالتشديد-، وتفقه على يديه أهل الورع والدين، وأخذ من فيض علمه الحاضرين واللاحقين.
إن هذا الإمام العَلَم يحفظ من الأسانيد والصحاح والسنن والمجاميع والمصنفات وكتب التأريخ والرجال والتفاسير والعقائد، ما لا يحصيه حاصٍ، ولا يعده عادٌ، ما تسأله إلا أجابك على فوره دونما تلكؤ أو تفكير –إلا إذا كانت الشبكة بطيئة فإنه يسترجع معلوماته، وقد يؤجل الجواب عليك لحين تشبك الشبكة- !.
كثيرا ما نسمع من يتتلمذ على يد سيدنا الشيخ جوجل، وإن سألته سيجيبك ويحيلك إلى شيخه المبجل.
فأصبح العلم مشاعا، وأصبحت بضاعة العلماء والخواص ضياعا.
وجلُّ طلاب العلم على شتى تخصصاتهم وتوجهاتهم، يجلس على كرسيه جلسة التلميذ أمام شيخه ويضع يديه على ركبتيه ورجله تحت فخذيه..!
فيأتي ويتصدر المجالس، ويفتي ويشرّع وينشر، ويقرّر ويرد ويكفِّر، وبالطبع الإسناد موجود !
أين عكوف الناس على الكتب ليلهم ونهارهم !
أين السعي في طلب العلوم من عالم إلى آخر !
أين الوعي والفطنة في تلقي التلميذ من معلمه، وأدبه معه، ومعاملته له !
أين كتاب "تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم" وغيرها من مصنفات طلب العلم في كل مجالاته سواء لغة أو دينا أو فلكا أو أدبا أو طبا ...
لا تُنكر النهضة ولا التطوّر ... ولا يرد التقدم والتحضُّر ... إنما أن يُستبدلا بكل ما سبق، فهذه الطامة والغسق، وهذا شوك في حلق التاريخ علق..
بل يجب أن نستغل فضيلة الشيخ جوجل بن نت آل دوت كوم -قدس الله روحه الشبكية، وأفاض علينا من بركاته الفلكية- في تخديم العلم لا في جعله مرجعا، وفي التسهيل للوصول إلى نقطة غامضة، منها ينطلق الإنسان في البحث والتنبيش، والتمحيص والتفتيش..
فالله الله في إجلال العلم، وجعل حرمته له دون منقصة، ولا يحق لتلميذ درس الفنون على يد شيخه جوجل أن يتصدر أو يتأمر.
فالعلم يؤخذ من صدور الرجال لا من بطون الكتب... كم من قارئ تاه، ومن مطالع ساه، ومن جرائدي أخذ العلم من الجرائد والصحف والأشباه، فهل يا رعاك الله تثق بعلم كهذا أو بدين