وفضل الاستغفار غير خاف ولا مجهول يعلمه العالم
والامي على حد سواء وقد تحدثت فيها كتب وتفاسير ومقالات كثير .
ومن فضائل
الاستغفار واثارها على النفس : يعفوا الله عن الذنب ويقي من العذاب المقيم في
الاخرة .
يمحي الله اثره على عبده المذنب هذا الاثر الذي بلا ريب جزائه في
الدنيا ومعيشته الضنكا .
يفرج الله به الهم و الضيق .. ويجلب الرزق بأنواعه زرق
المال ورزق الحلال ومتاع الدنيا من زينة و اولاد .
تحل به البركة على النعم و
الخيرات فيزيد الصحة وينهمر المطر ويضاعف الثمر وتحل السعادة وبهجة النفس .
ومن
اثاره انه يرهف القلب لذكر الله ويرققه حال الذنوب فتقع فيه خشيه الله التى تحميه
من القسوة والمعاصي .
وذلك فقط على سبيل المثال لا الحصر .. وما نحن بصدده في
هذا المقال هو تبيان الايات و الاحاديث التي وردت في الاستغفار .
لجلاء الرؤية
وفتح آفاق البصيرة لتعي النفس مراد الله من الاستغفار وفضله واثره على النفس والغير
و الامة كلها .
آيات الاستغفار وتبيانها
قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا
فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا
عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ آل عمران 135
قيل معنى { الاصرار }
تكرار الذنب او السكوت عليه مقترنا بترك الاستغفار منه .
قال تعالى ﴿ وَمَا
كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ
وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ الأنفال 33
وهما أمانان من العذاب .. اما النبي صلى
الله عليه وسلم فقد مضى واما ألاستغفار فما زال دائر فيكم الى يوم القيامة .
قال
تعالى ﴿ فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ
حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ القلم 44
والاستدراج جاء حيث كلما احدثوا خطيئة من جدد
الله لهم بها نعمة لينسيهم الاستغفار فيبوءوا بإثم وبئس المصير .
قال تعالى ﴿
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ غافر 55
واستغفر لذنبك، ودُمْ على تنزيه
ربك عمَّا لا يليق به، في آخر النهار وأوله .
قال تعالى ﴿ الَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
آل عمران 16
قال تعالى ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ
بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ﴾ النمل 46
لِمَ تبادرون الكفر وعمل السيئات ، وتؤخرون الإيمان
وفِعْل الحسنات ألا تطلبون المغفرة من الله ابتداء،
وتتوبون إليه؛ رجاء أن
ترحموا .
قال تعالى ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ
فَضْلَهُ
وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾
هود 3
واسألوه أن يغفر لكم ذنوبكم، ثم ارجعوا إليه نادمين يمتعْكم في دنياكم
بالحياة الطيبة ويعط كل ذي فضل من علم وعمل
جزاء فضله ، وإن تعرضوا فإني أخشى
عليكم عذاب يوم شديد، يوم القيامة .
قال تعالى ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ
وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ هود
52
لِمَ تبادرون الكفر وعمل السيئات ، وتؤخرون الإيمان وفِعْل الحسنات ألا
تطلبون المغفرة من الله ابتداء،
وتتوبون إليه؛ رجاء أن ترحموا .
قال تعالى ﴿
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ النصر
3
الاحاديث الشريفة عن الاستغفار
# قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿والله
اني لأستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة﴾ صحيح البخاري
# عن حذ
يفة رضى الله عنه قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم خشيت ان يدخلني لساني
النار .. قال صلى الله عليه وسلم
﴿واين انت من الاستغفار ؟ اني لاستغفر الله في
اليوم مائة﴾ مسند احمد
# وعن عبد الله ابن بسر قال : سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول ﴿طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا﴾ ابن ماجة و البيهقي
# وعن
ابن عباس رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿من لزم الاستغفار جعل
الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب﴾ سنن ابي داوود
#
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة في حديثه القدسي ﴿ يا ابن آدم، إنك
ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنا
ن السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض
خطايا ثم لقيتني لا تشرك يي شيئا لآتيتك بقرابها مغفرة ﴾صححه الالباني عن
الترمزي
# وعن ابي بكر الصديق رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ﴿إن
الله قد وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار ، من استغفر الله بنية صادقة ومن قال لا اله
الا الله رجح ميزانه ﴾ الترغيب في فضائل الاعمال
# وعن ابي بكر الضديق عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ﴿إذا مضى شطر الليل او ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى الى
السماء الدنيا فيقول :
هل من سائل يعطى ، هل من داع يستجاب له ، هل من مستغفر
يغفر له ، حتى ينفرج الصبح ﴾ صحيح مسلم من روائع الصيغ المأثورة للاستغفار سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم
﴿اللهم انت ربي لا اله الا انت . خلقتني و انا
عبدك . وانا على عهدك ووعدك ما استطعت . اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي
وابوء بذنبي . فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ﴾
﴿رب اغفر لي وتب علي
انك انت التواب الرحيم ﴾
﴿استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي
القيوم و اتوب اليه﴾
﴿سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك و اتوب اليك﴾
﴿اللهم
اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت . فاغفر لي مغفرة من عندك و
ارحمنى انك انت الغفور الرحيم ﴾
﴿اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري
وما انت اعلم به مني .اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي
وكل ذلك عندي . اللهم
اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني
انت المقدم و
انت المؤخر وانت على كل شئ قدير ﴾
﴿اللهم لك اسلمت وبك آمنت . وعليك توكلت
واليك انبت . وبك خاصمت واليك حاكمت . فاغفر لي ما قدمت وما اخرت
وما اسررت وما
اعلنت . انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت﴾
﴿اللهم اني ظلمت نفسي ظلما
كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت . فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمنى انك انت الغفور
الرحيم ﴾
الخاتمة
قصيدة الامام علي رضي الله عنه
النفسُ تبكي على
الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها
إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب
بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُهاودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك
التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت
أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك
يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ
تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما
المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين
باقيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها
ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل والخمر
يجري رحيقاً في مجاريها
قال تعالى
﴿ رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ
وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا
تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ نوح 28
المراجع - القرآن الكريم -
موسوعة الحديث الشريف - فتح الباري شرح صحيح البخاري - التفسير الميسر - تفسير
الطبري - من عجائب الاستغفار]